يبدو أن اسم بلادنا تونس مشتق من جذر سام يفيد في مفهومه الأمازيغي انس تمضية الليل و في مفهومه العربي التأنس و الونس في المفهوم العامي لم يعد يحمل الكثير من الشحنة الدلالية لهكذا كلمة و لعل البعض الذي نادى بتغيير اسم البلاد بالمسمى الفنيقي القديم لم يتوهم كثيرا عندما رآى في تسمية تونس رمزية شحيحة مع رمزية كلمة قرطاج

تحضرني هذه المسألة الدلالية و أنا اقرأ عن اختفاء مجموعة الشباب بين أمواج بحر المرسى فتونس هنا تحتضن شبابها هذه المرة بعنف الى حد لفظ الأنفاس و لست أبحث هنا عن أسباب هكذا احتضان فهي معقدة و يسهل تعليقها على أي مشجب أنا أبحث هنا عن القلاع الدلالية الفارغة المعنى و التي على لغتنا أن تملئها بمضادتها حتى تقترب من فهمها الحق فاين هو الحرقان وسط ماء البحر لا أدري ما أعرفه أن الأحتراق يستدعي النار و المرور الى الضفة الاخرى يستدعي الماء ضرورة ما أعلمه أيضا ضرورة أن الحرقان بمقباسي النجاح و الفشل يعقب حرقة داخل القلوب وغيابا و وحدة أبعد ما تكون عن التأنس

عن:Walid ben omrane على الساعة 11:48

التسميات:

جميل منك هذا التلاعب و القفز بين دهاليز المعجم الدّلالي

إليك عبارة أخرى أطلقت على تونس و بدأت تفقد دلالتها
حين جاءها العرب من صحرائهم بهرتهم خضرة أراضيها فقالوا هذه بلاد بَرْشَاءُ أي خصبة كثيرة العشب

فما الذي بقي برشة اليوم فيها؟

تونس لا تعني شيئا بدون أهلها... وأهلها لا يعنون الكثير بدون تمسكهم بهويتهم وتاريخهم وثوابتهم وتأكيد انتمائهم لوطنهم بالالتفاف حول أرضهم وبحرهم و الاعتراف بحقيقة مشاكلهم والعمل على مواجهتها, جميعا ودون إقصاء أحد... البشر هم من يبنون الأرض ويكتبون التاريخ ويسجلون الملاحم... وما أبعدنا عن ذلك مع كل هذه الفرقة والأنانية والإقصاء والغربة الحضارية والنفسية... اقرأ خطاب تنصيب أوباما وستفهم ما أعنيه...
حيرتلي مواجعي ورغم ذلك شكرا...

تونس = سْـتـَنـُّو