لا مكان لاختام سيادته فيما لا يفهم سيادته
أول المبادئ هو شكل الثقافة والفكر البديل الذي لا يكون إلا خارج كل المؤسسات... الفكر الجديد يولد وينمو خارج أجهزة الدولة - كل دولة - السائدة وخارج المؤسسات الثقافية والفكرية التي تدعم أجهزة الدولة وتتعامل معها بأي شكل من الأشكال... ينمو الفكر الجديد في أشكال الممارسة المنظمة لنفسها بنفسها... في لامركزية الاتحادات والمجموعات... المجموعات والاتحادات المستقلة قادرة أن تواجه الهياكل والآليات المهيمنة... بالذات في التجمعات الصغرى تنمو أشكال الخلق الثقافي البديل واستراتيجيا التصدي لهيمنة الكتلة الرسمية السائدة... ذلك أن التحرر من استغلال الدولة البيروقراطية لا يعقل أن يتحقق في أحضان نفس تلك الأشكال البيروقراطية المفلسة بل يرفض - التحرّر- كل أساليب السلطة المعهودة التي عبرت قرون الاستغلال والعبودية... ولم يغير منها لا الهاتف الجوال ولا الحاسوب ولا الاتصالات الرقمية...و لا "فلسفة الحكم وانتاج الذكاء"... حافظ الغوريلا /البشري/ على عاهاته الأولى... وذلك يجوز على أكثر المجتمعات ادعاء بالديمقراطية الشكلية... إذ لم يصمد حتى الشكل... الانقلاب الفكري يعني أولاً أن المضطهدين يحدودن نمط عيشهم... وهم يختارون لأنفسهم طرق العمل وأشكال الفكر... ثم إن الانقلاب الفكري الشامل الذي يطمح إلى تغيرات جذرية للهياكل الاجتماعية والوضع السياسي عموما لا يرضى ببعض الاصلاحات والتجميل السطحي... فالانقلاب الفكري لا يقوم إلا حيث يقوم انقلاب سياسي واجتماعي شامل ماسح... لا مفر من إعادة النظر في مفاهيم حرجة مثل الفن والإبداع و انتحال ابداع الآخرين والملكية الفكرية والملكية عموما والأسرة والاستبداد في الاسرة والميراث والغبن في الميراث والجسد والوشم على الجلد والجسد كمصدر متعة والجنس وابتكارات الجنس والسلطة وجرائم السلطة وتاريخ السلطة وغيرها من مواقع الألغام... ذلك أن السلطة والفئة القوية المالكة لا تتحرك بمعزل عن الفرد بمن فيهم من يسمون أنفسهم بالمثقفين والمبدعين... بل السلطة ورأس المال على حضور دائم في كل ما يصنعه الناس وما ينتجونه... وعلى تدخل في كل العلاقات والأفكار وحتى النوايا... لذلك فالانقلاب الفكري يعني حتما انقلابا في الهيكل الاجتماعي الأكبر من جهة وفي أدق أجزاء الواقع اليومي وحتى على مستوى طموح وأحلام الفرد من جهة أخرى... عندما يقلع الفرد المتعلم عن الخطب المتداولة وصيحات الموضة منها في تلك الأوساط الطفيلية التي تسمي نفسها بالمثقفة... عندما يبدأ الفرد تغيير نفسه... الخطر في تحول الفرد إلى شبه مهرج ومنحرف... أو متحجر طائفي... الحذر من الثقافة الزئبقية الشبه متعفنة والمحنطة في متاحفها... قيمة الانقلاب الفكري كبرى وثمنه أغلى من كل شيء... مزيج الفكر والعمل هو المبدأ... قبر كل الأشكال السائدة والثقافة الرسمية المرخصة... ونمط عيش أساتذة الجامعات... وطريقة تفكيرهم البائدة، المقننة، المعقولة، المنطقية، والمتفق عليها مسبقا والحائزة على ترخيص رسمي بالاختام والطوابع البريدية وعليها شعار الدولة ... قبرُ طرق النضال السنيمائية... من يصدق أن النضال يمكن أن يكون رمزيا؟؟؟ نضال بأقلام "باركار" وعدسات "كوداك"... وصورة لوسائل الاعلام... مواجهة دبابات العدو لا تكون رمزية... على الأقل لأن الدبابات حقيقية!!! ذلك المقال الذي يلوك لسانه... يتحول إلى عون سري... عين قبيحة... سلعة قديمة... كساد البضاعة... ضاع اللسان... السي. أن. أن. حلت محله... وسيكون الحال كذلك ما لم يتذكر اللسان أن القتل هوالمقال الوحيد لأجهزة الدولة... كل دولة... القتل البيولوجي العاجل والبطيء... في مخيمات اللاجئين... كل المدن تحولت إلى مخيمات... المطار معتقل... الطريق السريعة معتقل... المستشفى نهاية معتقل... معتقلات عملاقة... المقال الذي ينسى أن صاحبه يرزح في معتقل... يلوك رغيفه في المعتقل... تضاجع صاحبها في المعتقل... يدخن التبن الأصفر... تطبخ قاذورات اليوم في المعتقل العربي- الأفريقي- الآسيوي- الأمريكي... من ملعب الكرة إلى المدرسة... المدرسة أيضاً/رغم جهود بعض الاحرار/ في شكلها هذا معتقل، اذ لا تعدُّ المدرسة الا مستهلكا صالحا يزكي سلطة "الحكم الرشيد"... من الشارع القذر إلى البيت المقيت... المحتشد... حياة الموت البطيء الذي تمارسه الدولة... بكل رشد طبعا...لماذا ذهبت الشعوب ولم تبقَ إلا العامة؟؟؟ السواد الأعظم؟؟؟ المستهلكون... المتفرجون... المارة... الناخبون؟؟؟ 99،99 في المائة؟؟؟ أي شيء الا الشعوب... أين ذهبت؟؟؟ استثناء في وقته: الأراضي المحتلة... وأطفال الحجارة... كلنا في أراضٍ محتلة... في مخيمات لاجئين... تحت نظام منع الجولان... دون مقاومة... نسكن إلى التلفزة... والضرائب وكل أنواع الضرب... مقال المقاومة يصير جريمة تستحق الضرب... محاولة تحرير الفكر من كل الأساطير والخرافات أيضاً جريمة... أسطورة الخلق والعدالة والدولة والأسرة والأحزاب السياسية وخرافات البرلمان والمواطن الحر والكتب السماوية والقمرية والحقائق التي ينطق بها الصحفيون والمثقفون والائمة... كل محاولة تخلص من كذب القرون جريمة...كلها جرائم تستحق الضرب... المقال... والثقافة السياسية... واجبة الآن... غدا؟؟؟ لا، يا هذا، الآن!!! الأمر أكثر من عاجل... لا حياة للخراف المسالمة... المستسلمة... المسلمة... تحرير الفكر أمر واجب الآن... بلا تأجيل... تحرير الفكر من العمودي وغيره... من كل الأعمدة... وكل الصحف المحترفة التجارية المفضوحة المهزومة!!! حتى لا ينتصر الرؤساء وزوجاتهم وأصحابهم وعصابة الإعلام والتلفزة... المشروع العاجل؟ المقال السياسي الموجه إلى الشارع خارج كل الأطر الخانعة لصندوق النقد الدولي... وعماله في المقاطعات... مهما كانت ألقابهم تلك التي لم تعد تقنع أحداً... هم ومشاريعهم الصدئة... الجنرالات الذين لم ينتصروا في أي حرب بل لم يدخلوا أبداً حروبا... جنرالات هكذا... نصدق شاراتهم بالثقة... عن بعد... أو الجنرالات الذين لم يعرفوا شيئا غير الهزائم... أسلوب في الحروب لا أفقهه... الخراب وجبال الجثث من صغار الأمور... لا تهم... عند دولة الجريمة...المشروع يتلخص في تحويل كل المعاني الإنسانية العامة والبشرية العامة والنفسية والتصورية وكل المعاني من أي جنس وأي درب إلى معاني سياسية... معاني تحررية ونقدية تعصف بكل الأساطير مجمعة... القديمة منها والمحدثة... وتفضح كل الضعف الفكري والاجتماعي لما سبق وما كان... ومواسم الجدب الحضاري المتواصلة... التصحر الفكري والنفسي هو العدو الأول!!! والمعاني التحررية تفضح ضعفها أيضاً، بالنقد الذاتي... اليومي... حتى لا تنبت أساطير جديدة مكان القديمة... لا أساطير من أي موديل!!! لا قادة من أي مذهب مهما كان المصنع وتاريخ الصنع!!! المقال الذي يفضح ضعفه... اللسان الذي يجلد مناطق الضعف في نفسه... ولكن... من أين بلسان كهذا؟؟؟ وهل ينبت وسط اللحية والعمامة والبذل وجمهوريات الرئاسة مدى الحياة وجمهورية الحكم الوراثي؟؟؟ لسان الصحافة؟؟؟ لسان التلفزة؟؟؟ الوعي بنسبية دور المثقف والمقال الفكري في المجتمع الحديث أو الجديد... ذلك المثقف الذي يجيب على كل الأسئلة بسهولة التنفس... الموسوعة... موسوعة عقد نفسية... نسف مفاهيم من نوع المثقف الموسوعة... المتمكن من كل دروب الفكر والقضايا المختلفة... أسطورة أخرى هذا المثقف... إعادة النظر في القوانين الاجتماعية للحركة الفكرية... وما خلف الحركة الفكرية... أشك شكا عميقا في الرأي السائد الذي يجزم أو يكاد أن المادة الثقافية تصدر وتستهلك من الجميع بقطع النظر عن الجنس والموقع الاجتماعي... فالأنماط الثقافية أو النص، ونحن نعلم أن أي نص يتحرك على منوال الشفرة المزروعة... داخل منظومة مغلقة مهما كانت واسعة النطاق إلا أنها تملك حدودا تضمها... وإن كان النص يدعي دائما ضربا من النزعة الإنسانية العامة... المستحيلة في ظروف الفروقات التي تشق العالم... اختلافات جوهرية لا مكان لتزويقها أو تمريرها... أو بيعها مع تفادي العواصف والزلازل... وهذه النزعة المغالطة لا يمسك بها إلا الفرد الذي بإمكانه قراءة الإدعاء بين السطور... من يملك مفتاح الشفرة... فالنص إذا، ذلك الذي ُيفرض على المتلقي- المجتمع- الفرد، هو دائما غلاف للظروف السياسية والاقتصادية التي نبت في ظلها... ثم هو ينال تزكية السلطة في معناها العام... لذلك كان الذوق كل شيء إلا مفهوما إنسانيا شاملا، بل هو اختيار أيديولوجي- فكري نتيجة مستوى تعليم وزاد ثقافي من ناحية ومصالح سياسية من ناحية أخرى... مثل أن الموهبة الإبداعية لا دخل للغيبيات في ظهورها عند هذا المواطن أو ذاك... وليست حكاية ملكات طبيعية... وراثة وجينات وانتقاء من هذا وذاك... أحاديث تنتهي دائما في هذيان عنصري متخلف في حقده وعقده... وإنما هي في أغلب الأحيان مسألة تربية وظروف اقتصادية مواتية مشجعة وبيئة تحرّض على الفكر الحر... خلاف تلك البيئة التي تعاقب، تضرب، تقصي، تنبذ ، تنفي كل إرادة معرفة خارج دائرة القليل المسموح به ... نفس تلك البيئة وتلك المنظومات الرسمية ستحاول احتكار/ترويض كل الملكات والمواهب والأقلام بطرق فيها الرشوة /الترغيب/، و فيها التهميش والنبذ فالمعتقل وحتى جرائم القتل /الترهيب/... وفي أغلب الأحيان تدخل تلك المواهب /عن طواعية!!!/ في ألعاب خطرة مع السلطة- رأس المال مدفوعة بكتلة عقد نفسية متعطشة إلى الاعتراف والمكانة والحظوة والمال والنجاح /النجومية هههههه!!!/... لتتحول بعد ذلك إلى إدمان لا خلاص منه... ككل إدمان... تقريبا... رأيتُ نماذج من تلك الرؤوس المنتفخة معرفة... بل قل هذيان الخيبة والكذب... الحسرة على السنوات التي مرت هدرا قبل طأطاة الرأس الى "عروض مغرية"... فيه من اليأس الكثير...طلب التفرد!!! إحدى نقط العجز تكمن في تقسيم المجتمع إلى مفكرين كتاب من ناحية وجمهور قراء من ناحية اخرى... هذا التقسيم يجعل كل المفكرين أضحوكة مدعاة للسخرية وكل القراء جحافل مغفلين... ذلك أن هذا التقسيم يحمل في ذاته الاغتراب والكذب والحيف الاجتماعي والميز العنصري وخصوصا الادعاء الكاذب... تقسيم فيه موطن الخيبة والإهانة... أول ما يمكن أن ينقذ من مستنقع الجهل الموروث هو إزالة هذا التقسيم مرة واحدة... بلا تردد أو مساومة
الكل مفكر كاتب والكل قارئ متطلع
وزارة للثقافة في كل مجتمع هي العنصر/المصران الزائد، الهامشي، لن يفعل شيئا غير "التصرّف" في ميزانية اقتطعتْ من ضرائب "المستهلك الصالح"، يعني للضرب!!! ... السبب في تعميق التقسيم هم الأفراد الذين يفضلون الجلوس على قارعة الحياة- وضع ابن السبيل- على المشاركة في الحياة... الخنوع في مرتبة المتفرج على الحياة بدل صناعة سناريو الحياة ذاته... كتابته... التصرف فيه... خلقه بالقبضة والساعد... والفكر والميول... وبالعنف أيضاً... وما أكثر الخلافات التي لا تحل إلا بالعنف!... والدولة هي اول مصدر العنف على الاقل لانها تحتكر حق امتلاك السلاح واستعماله و تُدرب /الدولة/ جزءا من المجتمع على ضرب الجزء الرافض... سبب التقسيم؟ الجبن- الخوف- الهلع- الغيبيات ودوافع من نفسية الحشرات... لذلك لا يمكن أن يكون العمل الفكري في اطر الدولة إلا انتهازيا خنوعا... ولا يمكن بأي حال ، وهو في ظروفه هذه، أن يُأخذ مأخذ الجد... عمل يسيء لصاحبه من كل النواحي... يجب إعادة النظر في هذا العمل وفي كل عمل يحمل في ذاته خصائص العبودية... الطريقة؟ "لا" الرفض
رفضُ كل ما يُفرض
العمل والفكر ووضع التابع الطيع... لا أصدق مقالات المفكرين... مهما كانت... مثل أنك لا تصدق رئيس الكونغو أو الشيلي... أو مدير البنك العربي للتنمية... لأني أضعف من أن أخلق فكرا جديدا يمكن أن يقود في آخر المطاف إلى فكر تحرري... ثم إني أجهل، فيما أجهل، الطريق المؤدية لمثل هذا الفكر... ولكن التساؤل واجب... الحد الأدنى
هذا ليس مقالا بل هو ضد المقال!!! ليست كلمات بل نقيض كلمات!!! كل ما يمكن في هذه المرحلة أن أقول "لا" لشخصي وللعالم... لن تخدعني المنظومة... في معناها الشامل، السياسية- الفكرية- القمعية- الردعية... على الأقل هذه العبارة "لا" لا تكذب ولا تخادع... اعتراف بالضعف... لا نخلط بين الضعف والعجز... الأول هو تقدير واقعي للقوة... الثاني تخلي عن كل حركة أو حتى محاولة الحركة في أشمل معانيها... تجاوز الكذب والنفاق الذي هو حرفة اغلب المثقفين المحترفين لا يقف ضده إلا ظواهر مثل الانتفاضة... تلك التي ترتعد لها الفرائص... عندما تتحد دولة القمع ورأس مال الاستغلال فإن المجتمع يغوص أكثر فأكثر في مستنقع الإعلام الموجه والثقافة "المهذبة"... والاظطهاد اليومي العادي... المتكرر والمستقر في الخبز اليومي... عندها تصير كل مهادنة وحياد فكري وثقافي جريمة شنيعة... خيانة وجبنا... لذلك لا تصدقوا المثقفين المحترفين... لا تتركوا لهم الفرصة التلاعب بالصورة والكلمة...لا مهادنة...

عن:ferrrrr على الساعة 19:59

التسميات: