خرجت البلاد منهكة من تجربة التعاضد الفاشلة التي شهدتها الستينات أعقبها مرض بورقيبة مع سياسة غير رشيدة لمحمّد الصيّاح لتحلّ عشريّة السّبعينات مثقلة بالأزمات الاقتصاديّة و الاجتماعيّة لعلّ أهمّ ما وسمها قانون 72 المتجنّي.
و وصلت الأزمة ذروتها في 1978 في بلوغ المفاوضات بين حكومة الهادي نويرة و الاتّحاد العامّ التونسي للشغل إلى طريق مسدود ، و ممّا زاد الوضع تأزّما سياسة الاستفزاز التي كان ينتهجها الحزب الاشتراكي الدستوري من جهة و تنامي وعي الشغالين بحقوقهم وإيمان النّخب المثقّفة بمشروعيّة النضال و اضطلاع الجامعة بدور الرّيادة من جهة أخرى ، و كانت النّقطة التي أفاضت الكأس إيقاف الكاتب العامّ للاتّحاد الجهوي بصفاقس عبد الرزّاق غربال يوم 24 جانفي . في يوم الخميس 26 جانفي يدعو الحبيب عاشور في اجتماع عامّ بساحة محمّد علي إلى الإضراب العامّ . و اندلعت مواجهات عنيفة بين المجتمعين و بين قوات الأمن التي طوّقت مقرّ الاتّحاد و على إثر ذلك انطلقت مظاهرات و أعمال عنف و تحرّكات احتجاج عارمة في كامل العاصمة التي سجّلت انفلاتا أمنيّا غير مسبوق . عند السّاعة الثانية من ظهر نفس اليوم أعلن بورقيبة حالة الطّوارئ في البلاد و حضرا للجولان في تونس و أحوازها لم يُرفَع إلاّ في 20 مارس .
كانت حصيلة أحداث الخميس الأسود مثول 500 شخص للمحاكمة بتهمة التحريض و التآمر على النّظام و تراوحت الأحكام من ستّة أشهر إلى عشر سنوات أشغال شاقّة صدرت في حقّ الحبيب عاشور و عبد الرزّاق غربال و 40 نقابي من تونس المدينة ، 39 نقابي من صفاقس ، 101 نقابي من سوسة ...هذه لمحة عن صفحة من صفحات تاريخ تونس الحديث لا أدّعي في ما كتبت الكمال ، ما هي إلاّ تذكرة للشباب حتّى يدركوا التضحيات التي قدّمها هذا الشعب و حتّى لا يمرّ هذا اليوم دون إحياء لذكرى الذين ماتوا و سُجِنوا في سبيل تونس .

عن:WALLADA على الساعة 16:52

التسميات:

أتذكر جريدة الشعب التي نتحصل عليها بالعربون المسبق وساعات بالوجوه في قرية نائية بالشمال الغربي، نقرأ "حربوشة" محمد قلبي و بعد المقالات الأخرى نتحدث سرّا عن فساد السلطة والثراء الفاحش لبعض وجوه السلطةو عن الديمقراطية و إمكانية سقوط النظام و العجوز بورقية الذي "كبّش" في الكرسي ....لقد كان كل شيء يوحي بميلاد يوم جديد و عصر آخر ....
لكنه كان حلما ....يستحق الذكرى و يوقد فينا نارا جديدة،وحرقة نتحسسها كلما جنّ الليل و خيّم ظلام القهر....

الحقيقة الحبيب عاشور اجبر تحت ضغط الشغيلة وبعد تفاقم الاضرابات القطاعية والهيئات الدارية القطاعية للمطالبة بالاضراب العام وكان عليه احد خيارين اما مجاراة الشغيلة واعلان الاضراب او التمسك بانتمائه الدستوري ومجاراة السلطة لكنه فضل يوم قبل الاضراب الاستقالة من الحزب الدستوري والمواجهة مع السلطة.

أبو ناظم

صحيح ، و أتذكّر له جملة شهيرة حين قال " لا مجاهد أكبر إلاّ الشعب "

شكرا يا صديقي على التوضيح .

L'article m' a vraiment touché !
Toutes mes pensées à mon grand père
qui était parmi les syndicalistes qui ont été arrêtés . Ils l'ont fait sortir du prison vers l'hôpital suite aux tortures exercés.
Il mourra une semaine après sa sortie de l'hopital
le 11 Janvier 1979, il laissa une femme et neuf enfants dont la plus petite avait 2 ans !
Allah yarhmou , je ne l'ai jamais connu mais il m 'a profondément marqué

غير معرّف

اللّه يرحمه و البركة فيك

شكرا ولادة على هذا التذكير بيوم من أيام تونس التي لا تنسى..الجدير بالذكر أن عدد رجال الشرطة في ذلك الوقت لم يكن يتعدى ال-25 ألف (اليوم لدينا مايزيد عن 130 ألف !!) لذا وقع بعث ما يسمى برجال اليقضة وهم ينتمون في اغلبهم إلى الحزب الاشتراكي الدستوري (وليس الحر يا ولادة :-))..لتطبيق منع الجولان في الليل وأذكر أن البعض كان يربط علب المصبرات الفارغة بذيل القطط لاثارة الفزع في نفوس رجال اليقضة ..:-)
Hafedh