رغم ولائه المعروف للـهيكل المسمّى "دولة-إدارة-حزب-حكومة" , و تفانيه اللامتناهي في الجلوس على الكرسي و ادمانه على ذلك كامل ساعات النهار, منح السيّد رئيس البلدية نفسه عطلة مدفوعة الاجر ينال خلالها قسطا من الراحة, و يتخلّى -و لو بصفة مؤقّتة- عن المكتب و المجلس و متطلّبات المسؤولية.

فترك السيّارة رباعية الدفع ذات اللوحة الإدارية (الحمراء و البيضاء) و اخذ سيارة زوجته ذات اللوحة السوداء و البيضاء, و انطلق بسرعة جنونية في طرقات المدينة...

لم يبتعد كثيرا حتى اهتزّت السيّارة و ارتفعت عن الارض لتنزل في قعر حفرة عميقة ثمّ ترتفع من جديد , اصدم رأسه بسقف السيّارة و انطبق فكّاه من شدة الصدمة حتى كاد ان يقطع لسانه.. توقّف .. نزل من السيّارة يتأمّل الحفرة التي اوشكت ان تودي به و بلسانه وكادت ان تقضي على سيارة زوجته .

التفت يمينا ثم التفت شمالا ... فوجئ برداءة الطريق و كاد يغمى عليه من من كثرة الحفر و الخنادق و البالوعات الفاغرة افواهها. فظنّ انه ظل الطريق و أنّه في مدينة لا يعرفها ... الا انه استرجع وعيه (رجعلو شاهد العقل)عندما رفع رأسه فلمح قطعا قماشية بنفسجية تتدلى من اعمدة الكهرباء فتأكد انه لم يظلّ الطريق و انه لا يزال في منطقته البلدية ...

فلعن الحفر و صانعي الحفر و حفاري الخنادق من المخربين في الأرض: " شنية ها الحفر ؟؟ شنوة التخريب هذا ؟؟ شنوة ها الإرهاب ؟؟ يا رسول الله ؟؟؟ نهار خرجت مالبيرو , كلات بعضها ؟؟ شكون حفّر الدنيا كيما هكة؟ و وقتاش؟؟؟"
فتوقّفت بجانبه سيّارة شعبية , كان سائقها يتفادى الحفر بخبرة المتعوّد على عبور حقول الألغام, و أطلّ صاحبها من النافذة :
" سامحني مسيو لومار , الحفر اللي ترى فيها ديما موجودة أما سيادتك و أمثالك متحــسّوش بيها, يخلف على كراهب الحـاكم .. الضربة في غير امورتيسار كرهبتك كاينّي في حيط و ما يحسّ الحفرة كان اللي عافس عليها"

ة

عن:Clandestino على الساعة 21:23

التسميات: