skip to main |
skip to sidebar
الأحد، جانفي 11، 2009
|
اسرائيل دولة فاشية و هذا ما هو مخطوط في قانونها الاساسي في غياب الدستور الذي لمّا يُصاغ بعد من جراء الحرب المتواصلة. اسرائيل دولة فاشية قائمة من يوم نشأتها على اعتبارات عرقية عقائدية، من جهة وعلى تشريد السكان الاصليين و ابادتهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة من جهة اخرى. ليس هذا الموقف من الدولة العبرية العنصرية هو كل ما يجمعني بالثنائي الكسندر برنّر (اسرائيل) و رفيقته باربارا شورتز (النمسا)، ما يجمعنا هو جل المواقف مما يدور في العالم ثم، و في حقيقة الامر، الصداقة المتينة طبعا التي هي في ذاتها فوق كل اعتبارات ايديولوجية. الكسندر برنّر مواطن اسرائيلي منحدر من اصول روسية، كاتب وشاعر فوضوي (في المعنى الايديولوجي للكلمة)، مناهض للاستعمار وللعنصرية بكل اشكالها و للرأسمالية بشكلها الاكثر دمامة والمعروف بتعبير العولمة. الكسندر برنّر طويل المسيرة الفنية النضالية، و ينفرد بمواقف صلبة رائعة في راديكاليتها من جملة الاسئلة الفنية والايديولوجية والسياسية. غادر الكسندر برنّر اسرائيل نهائيا في أواخر التسعينات لا بسبب المضايقات والتتبعات التي كان تلاحقه و لا بسبب مقاطعة الاستبلشمنت الصهيوني لكل فكر حرّ مناهض للصهيونية والعنصرية، بل لسبب آخر عبّر عنه برنّر بالكلمات التالية لما التقيت به اول مرة هو و بربرا في بطرسبرغ :
" ارفض ان اقيم تحت دولة فاشية عنصرية قائمة من يوم نشأتها على اعتبارات عرقية عقائدية، من جهة و على تشريد السكّان الاصليين وابادتهم بطريقة مباشرة و غير مباشرة من جهة اخرى". في اوروبا التقى صدفة بالرسّامة والمناضلة بربرا شورتز اصيلة النمسا، والمعروفة في الاوساط الفنية اليسارية بمناهضة الاستعمار والعنصرية و بحربها على الراسمالية و هيمنة السوق في ميدان الفن. كوّنا من يوم لقائهما ثنائيا فنيا، يحرّران معا و يرسمان معا ايضا، و يقيمان التظاهرات معا ويعيشان معا و لا يفترقان الا لفترة الايقاف من البوليس في هذا البلد او ذاك بعد "تظاهرة" تمخضت عن اشتباك. " حبات برتقال هدية لفلسطين" مجموعة شعرية (صورة الغلاف) لبرنّر و شورتز (لبرنّر اكثر) صدرت باللغة الروسية سنة 2001 ثم ترجمت لعدة لغات اوروبية، وكنّا اتفقنا الثلاثة على ان اعرّبها، وتتالت الاحداث و لم افعل، حتى جاء يومها، فعبرت القصيدة الاولى والثانية من ساحل لآخر و وجدت الكلمات طريقها فنطقت. عرّبتها نثرا حتى لا اقتل فيها الشعر فكان هذا : حبّات برتقال هدية لفلسطين من ذاق فيما ذاق الزيتون العربي الليّن؟ من ذا رأى فيما رأى في القدس الظهورالمكدومة للاحمرة؟ هل تعلمْ ان اوغاد اسرائيل المتخلفين يهدمون بيوت وحدائق فلسطين؟ هل يعجبك السردين البرتغالي المُعلّب؟ هل تبهرك الواجهات الفخمة لاكبر مغازات لندن؟ هل تعي بان اقزام اسرائيل الحمقى يقلعون الزيتون من ارض فلسطين؟ هل تعجبك اللوحات التجريدية الانطباعية؟ من ذا رأى فيما رأى البيوت الافريقية من الطين البنّي؟ الا يصدمك ان حكام اسرائيل المتوحشين لا يخجلون عند قصف الاحياء الفقيرة من فلسطين؟ هل تهيم بالسيارات الفخمة البيضاء؟ هل تصدّق ان الاطفال لا يزالوان يموتون من فقد ابسط دواء هل تتصوّر ان قادة اسرائيل السائدين يرتعدون هلعا عند رؤية جمع من اطفال فلسطين؟ ماذا تعرف عن فطور صباح المجاهدين؟ ما سبب و متى ظهرت اولى التجاعيد على جبينك؟ هل راودتك الفكرة المروّعة ان تبعث حبّات برتقال هدية لاطفال وشيوخ فلسطين؟ القصيدة الثانية : الدكتور حبش والدكتور حدّاد كلنا نعلم ان اي دواء يمكن ان يتحول الى سُمّ كان الدكتور حبش طبعا يعرف هذا والدكتور حدّاد ايضا "اطباء فلسطين عشقوا الارهاب الفُرجوي"!!! ليس لكم انتم ايتها الارانب اللبيبرالية ان تطلقوا عليهم احكاما! "الارهاب" كلمة تحمل كل الريبة يسمى بالارهابي كل من قرّروا اقصاءه في حقيقة الامر اعتمد حبش و حدّاد الماركسية اللينينية و بيجين الذي كان يسمّيهم ارهابيين كان يعتمد على الصهيونية الفاشية التاريخ هو تشابك معقّد و متعدد الوجوه الدين... علم النفس... الاستعمار... العلاقات الذاتية المتشابكة... طُرد الدكتوران من بلدهما! خنقهما الغضب، وكانت تزورهما احلام شبقية فلسطينية لم يكن لهما حبّة ايمان بالتضامن العربي... فجمعا حولهما شبابا اهوج اقام عندها الملك حسين للفلسطينيين في الاردن مذبحة مريعة. بعدها لم يعد الدكتور حداد يؤمن الا بالخنجر والنار فصار يختطف الطائرات، يحتجز الرهائن، يغتال!.. حاول حبش الانيق ان يهدأ قليلا من روع حدّاد الصغير دون جدوى... ذلك ان حبش خلط بين الحرب والسنما، بين الارهاب والباليه! اراد لفلسطين ان تكون شعبية.. ذلك ما كانت تتوق اليه ليلى خالد ايضا! ذلك ما اراده بادر ماينهوف!.. كانت جبهة يسارية! جنون! مطلق، و ليس ادعاء كاذب! و بمن قبلتم انتم في النهاية؟ مع من تعايشتم؟ مع بوتين؟ مع بوش؟ عهر! هاته الحيوانات تقصف المدن في محاولة للتعبير عن الذات! انهم يزوّرون الحوار! يعتبرون البشر أُكلة! قتلة بالجملة لا يوقفهم شيء! يؤمنون ان افضل انسان هو انسان ميت! هيكل عضمي! في استعمالهم للسلاح يتصورون لحظة الجنس! يُخيّل لهم ان كل مخلوق حي عدوّهم! و حليفهم الوحيد سرطان الدماغ!!! (مقطع من قصيدة اخرى "مُهداة" لروح جان جينيه) ... عموما كل هذا معقد، يا عزيزي جينيه المهترئ بفضل الدود! جماجم الفلسطينيين، خلاف جمجمتك انت، لا تتصدّر واجهة في متحف. اين هي اذا؟ في المقابر الجماعية الفظيعة في صبرا و شاتيلا!!! ... عندما يلفظ مشروع النقد ونشرالمعرفة الفرنسي انفاسه الاخيرة، لن يبقى في غزّة الاّ ان تلبس حزام الديناميت وتبعث الى الله بتحية حارّة قلبيّة! |
عن:ferrrrr
على الساعة
15:43
التسميات:
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
|
للإتــصـال
|
يا مرحبا بزوارنا
|
|
أوّل الغيث قطرة
فررر... مجهود هايل في الترجمة... أفضل ما يمكن افتتاح بيه هذه المدونة
شكرا طارق، هي محاولة لتنويع القراءات و النصوص، اطلاع على آفاق اخرى و مصافحة صديقين عزيزين
حسنا..هااننا نراك من خلال التدوينة الجميلة..
شكرا الحلاّج، سانشر الآن هنا، ربما قدري ان ابقى متنقلا بدون عنوان قار، س.د.ف الكتابة