لاني ضدّ زيارة القرضاوي .. و لاني معاها
و لاني محتجّ على اللي يستدعو فيه لانّهم ببساطة ما يقلّوش عليه رجعية ،بما انّ الرجعية حسب رايي ماهيش فقط مرادف للاصولية الدينية
و في المقابل ، نستغرب حالة الانتشاء اللي عليها مريدوه ، و اللي تبيّن نوع من الـ"تخمّر" اللي يحجب عليهم طرح اسئلة هامه من نوع : لماذا القرضاوي بالذات ؟ لماذا الان ؟ لماذا هنا ؟
انا مانيش باش نجاري هالتخمّر "الاستضباعي" بل ساستغل هذا السجال لطرح بعض ملاحظات حول علاقة الاسلاميين بالديمقراطية
الموقف الاسلاموي من الديمقراطية يتراوح ما بين رفضها و نفيها و تكفيرها و تبديعها ، و ما بين "مخاتلتها" و "مراودتها" و اعتماد سياسات لا تخلو من "مكر" ، تجاهها و تجاه الداعين ليها و المؤمنين بيها
القسم لوّلاني ، يتمحورو كتّابو حول مفهوم "الحاكمية" بما تعنيه أن الحكم لله وليس للشعب
و"ما الحاكم إلا أمين الله وخليفته على الأرض" كيما يقول ابو الاعلى المودودي اللي هو من اهم القائلين بيها ، و في الحقيقه الدعوة للـ "الحاكمية" كان سيد قطب اول من اشارلها في كتابهو"معالم في الطريق" و من تداعيات نظرية" الحاكمية" انّو يلزم المسلم يكون ضدّ أي محاولة للتوفيق بين الإسلام والديمقراطية. بل انّو من بين حجج سيد قطب على ذلك ، انّو مادام نظام الحكم الديمقراطي أثبت " إفلاسو" في الغرب، فلماذا نستورده نحن في الشرق؟
قلت القسم لوّل هاذا تتلخّص ادبياتو في اعتبار الديمقراطية لا علاقة لها بالاسلام بل هي خطر على وجوده ، و اهم هالادبيات ، نلقو عدنان علي النحوي صاحب كتاب "شورى لا ديمقراطية" اللي عنوانو فقط يغني على ايّ تعليق، يعتبر بصريح اللفظ اللي الديمقراطية : "أداة لمحاولة إزاحة قوة الإسلام من المجتمع، من الصدور، من العقول، من القلوب. و هي كانت دائما الوسيلة المستخدمة لرفع الحجاب عن المرأة، وإقرار الاختلاط، والتمكين للعلمانية، ودخول المبادئ الهدامة إلى العالم الإسلامي".. و يشوف النحوي زاده اللي الثلاثه قضايا الخطيرة اللي حملتهالنا الديمقراطية ، واللي كانت مدخل لكل الانحرافات الاخرى هي : الحكم للشعب كقانون عام مطلق، لا سلطة لشيء فوقه أبدا وفرض رأي الأكثرية دون أي ضوابط حتى أصبحت الأكثرية تشرع وتحلل وتحرم على غير ما أنزل الله ونشر اللادينية أي العلمانية
بل فيهم شكون مخلّطينها شكشوكه وحدة ديمقراطية .. علمانية .. لائكية ..هاو اش يقول محمود الخالدي في " الديمقراطية الغربية في ضوء الشريعة الإسلامية" : "إن الوصف الصحيح للنظام الديمقراطي، هو ذلك النظام الذي يعتبر فصل الدين عن الحياة هو القاعدة الفكرية التي يبني مفهومه عليها "
بل انّ بعضهم يذهب الى ان مشاركة الاسلاميين في المجالس البرلمانية من البدعة
القسم الثاني ، و اللي يعتبرو رواحهم اكثر تفتّح و "حداثية" و استجابة لمتطلبات العصر ، و اللي من بينهم القرضاوي ، و ما يعتبروه هوما "عصرنة" و "حدثنه" للمفهوم الاسلامي للديمقراطية ، هو في الحقيقة نتيجة للمأزق اللي عادة ما يتحطّ فيه ايّ فكرأصولي امام ضغط نسق تطوّر الحياة و اشكالاتها ، النسق اللي اسرع بكثير من قدرة استجابة فقه السلف للعلاقات الانسانية توّ
و المأزق هاذا كيما عندو مظاهرو السياسية كيما في مسألة الديمقراطية ، عندو مظاهرو النظرية الـ"عقيدية" باعتبار وجود فئة تحاول توفــّق بين آخر ما وصلتلو العلوم و المبادئ التطورية ، و بين قصص "خلق" الانسان و الكون
من ابرز حجج الموفقين بين الديمقراطية و الاسلام ، الدعوة الى ان "نأخذ منها أساليبها وآلياتها وضماناتها التي تلائمنا، ولنا حق التحوير والتعديل فيها، ولا نأخذ فلسفتها التي يمكن أن تحلل الحرام، أو تحرم الحلال، أو تسقط الفرائض"
او "الأخذ بالديمقراطية، مع التأكيد على تأطيرها بإطار إسلامي يضمن عدم الوقوع في مخالفات شرعية" ـ
يبدو لي واضح هنا في هالمقتطفات من اقوال القرضاوي بيدو ، اللي يعتبروه مريديه متزعم للتيار التوفيقي هاذا ، واضحه اولوية العقيده على التشريع بما تقتضيه متطلّبات الحياة
لا يجب التسامح مع "الحلال" و "الحرام" لصالح الديمقراطية
يعني .. ما نتصوّرش اللي تحت حكم اسلامي باش ياقع اتباع الديمقراطية في ميادين التعليم و الفنون و الحياة الخاصة .. يعني ما تعتبرو كفر و الحاد و اشراك في تدريس النظريات التطورية ، او الفلسفات الـ"هدّامه" الـ"مادّية" الـ"الملحدة" نعتبرو انا مواكبات و متابعات علمية ، و نشعر انّي مطالب بالاسهام فيها و تطويرها و مراكمتها و اثراء لمحصول البشر من العلوم عبر تاريخ طويل ، فهل سيــُسمح لي بذلك؟
و الامثلة عديدة في ميدان الحياة الشحصية ، مثلا ما تعتبرو انت "زنا" او علاقة محرمة بين رجل و امراه ، قد نعتبرو انا علاقة انسانية عادية بين راجل و مرا ياخذو منها في توازنهم و استقرارهم النفساني ، فهل أرجم بتهمة الزنا ؟؟ و من اين لي الضمانات لعدم تعرضي لايّة مضايقات
هذا جزء من الاطار اللي لازم نحطّو فيه ردود الفعل على زيارة القرضاوي لتونس ، و من حسن حظّو انّو جا شيخ و مسنّ ، لتالي راهو الطايح اكثر من الواقف ، و راهم عشّاقو يطيّشو عليه في ندرا شنيّه
ففي عصر الفضاءيات اصبحت ثقافة استبداد النجوم بالبسطاء ثقافة أخّاذه ، فالذين تحلّقوا به في شوارع القيروان هم انفسهم من سيتحلّقون بهيفاء وهبي إن هي ارادت التبرّك بسيدي الصحبي يوما ما
علاقة المتفرجين البسطاء بنجوم التلفزيون علاقه رهيبه ، و في حاجة لدراسة نفسية معمّقة ، سواء كانو نجوم رقص ، او نجوم فقه
الجزء لاخر اللي تجي فيه ردود الافعال هاذي ، هو علاقة السلطة بالاسلاميين
و في الظرفية الدعائية هاذي بالذّات
و هل انّهم هالتسعين و الا التسعة الاف اللي صحّحوا في عريضة تندد بها الزيارة يتصوّرو اللي عدم دعوة شخصية كيما هاذيكه كافي لحماية البلاد من خطر التطرّف الديني ، ام انّ المساله اعمق و ذات ابعاد اجتماعية و اقتصادية .. يجب حلّها حتّى تسيطر على الشباب ثقافة الحياة .. ثقافة الالوان و الضوء و الموسيقى و العلوم و الضحك عوض تهييئهم(اجتماعيا و اقتصاديا) لتلقّي ثقافة الموت و الفناء و السواد و الشحوب
باهي علاش ما جاء حد جاوب هنا ؟؟؟؟؟
و إلانموتوا كان عالتقطيع و الترييش و السبان و الشخصنة ،
ما جاوبني حد لا على بنك الزيتونة لا على نفس الاسئلة بخصوص الديمقراطية
انا و قلنا كذا و كذا
باهي انت أو فرررر أو ارتيكلي
علاش ما يجاوب حد في أسئلة حيوية و مصيرية كيما هاذي ؟؟؟؟
هههههههههههههههههههه
أيضا إلى البوليس عاشور الناجي/عماد حبيب:
لا تحاول الركوب على مواقف تقدمية مبدئية مثل موقف هذا المدون. أنت مشكلتك ليست مع الاسلامويين بل مع العقيدة الدينية لغالبية المواطنين التونسيين. مواقفك المستفزة تشوه موقف القوى التقدمية التونسية بمختلف مشاربها التي أجمعت على احترام هذه العقيدة. لمن يرغب مراجعة موقف هذا الشخص المتماهية مع المنطق البوليسي الاطلاع على تعليقاته في التدوينة السابقة
http://yatounes.blogspot.com/2009/03/blog-post_13.html
السيد براستوس المحترم، أشكرك على هذه التدوينة. هناك مشكل حقيقي في هذه القوى الاسلاموية. أعتقد أن المشكل الرئيسي هو عدم الفصل بين دور الشيخ/الداعية و دور الناشط السياسي. لكن رغم ذلك من الواضح أن داخلها صراع حقيقي بين ر فض و قبول الديمقراطية. بعض الذين يقبلون بالديمقراطية مثلما اشرت ي رغبون في تبنيها كآلية و ليس كمشروع متكامل. لكن البعض الآخر وصل إلى التحرر من هذه العقبات. المثال التركي مثال مهم مثلما اشار الراحل الدكتور محمد الشرفي يشير أن هذه القوى يمكن أن تتطور باتجاه دور "القوى المحافظة" الموجودة في أي مجتمع. القوى التقدمية في تونس ذاتها في حالة نقاش حول الموضوع بعضها (الائتلاف الديمقراطي) يرفض إمكان تطور هذه القوى لكن البعض الآخر (القوى التقدمية في هيئة 18 أكتوبر) تعتقد أنها يمكن لها التطور و هو ما يفسر الدخول في حوار معها (و هو ما يفسر الوثائق التي تم نشرها في مواضيع مثل المرأة و حرية المعتقد). هذا موضوع جدالي في الساحة التونسية و يستحق نقاشا عميقا يجمع جميع الأطراف. لكن المشكل هو في غياب إمكانية هذا النقاش. مثلما قال بعض مؤسسي "جمعية الدفاع عن اللائيكية" المشكل أن السلطة (بسبب منطقها البوليسي) لا ترغب أصلا في قيام نقاش لائكي - اسلامي.
ففي عصر الفضاءيات اصبحت ثقافة استبداد النجوم بالبسطاء ثقافة أخّاذه ، فالذين تحلّقوا به في شوارع القيروان هم انفسهم من سيتحلّقون بهيفاء وهبي إن هي ارادت التبرّك بسيدي الصحبي يوما ما
اوافقك في ذلك؛ لكن ماذا نفعل مع هؤلاء من أجل اقناع هذا المجتمع بالديمقراطية؟؟؟ هذا هو السؤال الصعب الذي أعتقد أن اللائكيين لم يجدوا له جوابا بعد؛ في مقابل نجاح الاسلامويين في حشد المزيد منهم.
في مسألة اليمقراطية والإسلاميين، صرح منذ بضعة أشهر زعيمهم راشد الغنوشي لصحيفة مغربية ان "الديمقراطية آلية والشورى هي الاساس" وهو ما يذكرني بكلمة الشاعر الراحل محمود درويش عن حماس من أنها تؤمن بديمقراطية المرة الوادة، تلك التي تأتي بها إلى السلطة... وبعد ذلك، يرحم الله...