قـال أبو الطّيّـب في لحظة وجع كـان يداويهـا :
أصخـرة أنـا مـالي لا تحـرّكنـي
هـذي المدام ولا تلـك الأغـاريد
وقال مظفّر النّـوّاب سليل الحزن العـراقيّ بلهجته العامّيّـة الجميلة :
يـا حـزن !
وحيـاة حـزنـكْ مـا عـرفتكْ
كنّـك مغيّـر مشيتـك
حـاط ريحة رخيصة كلّـش
يـا رخيـص واش قـد بكيتـك!
أنـا أقيـس عمـقَ الإنسـان دومًـا بعمـق الحـزن الـذي يعبّـر عنـه...إنّـه الحـزن الخـلاّق المعبِّـر والمعبَّـر عنه ،لا الحـزن الصّـامت الـدّفين...
ألا يصبـح هـذا الحـزن عقـدة ووعيـا منكسـرا بالعالـم والأشيـاء ؟
أم هـو محـرار الإحسـاس بهما ودفـع للمـوتِ الـوجـوديّ ؟؟
حـزني ليس بكـاء وتوقّفـا عـن الفعل...إنّـه غيمـة تنثـر رذاذا دافئـا يغمـرني بالحـبّ،ويضوع عطـرا عجيبـا في الـرّوح...حـزني يجعلني شـديد الحساسيّة لكلّ شيء ،فأشفق على عصفوريّ السّجينيْن ،ولولا خوفي أنّهمـا لن يستطيعـا العيش في الغـاب المـوحش لأطلقـت سـراحهما...ويجعلنـي أفيق في اللّيل عـدّة مـرّات لأقبّـل ولـديّ وأدثّـرهمـا جيّـدا...بل يجعلنـي أقلق علـى الشّجـرة الشّامخـة قـرب البيت من بـرد الشّتـاء والأمطـار....أقــول :
الحُــزنْ
غِيمـة نِــدَى
تمطـرْ علـى الـرّوحْ ،،،
والمِــــــدَى
مـن طُـولْ شُـوقـه للسّمَـــا
مجـــــرًوحْ ،،،
وآنـــــا إذا هَــلْ المِســا
والبَــرِدْ خيّــمْ عــلْ الـــوِطَــا
وفُــوق السّطـــــــوحْ ،،،
قلبـــي يفُــــــــوحْ ،،،
م.الخامس ـ 5 فيفري 2009

عن:بن لطيّف على الساعة 15:53

التسميات:

merci pour les enfants, les arbres, et la poésie.
Ne laisse pas la tristesse te tuer
car
lana karratoun okhra

شكرا على الشعر الرّقيق