ان كان لا بد من وطن، والكل بهذي وطنا، يا للعدوى، يا للسخْطة!، فهذا الوطن لك، من جملة الاحباب، وغير الاحباب، وهل انت زائد؟ فأقم به، و نظّم به سكرة و احترم الشراب، هذا الوطن لك، فجُـله طولا وعرضا، هذه كثيرة عليك طبعا، تجول اذا في نصف طوله و ربع عرضه، و اترك المساومة والتباكي، واترك لي الخبر في المقهى بكذبة عادية نفهمها عنك كالعادة... ولا تبالغ، كالعادة... فقد احترف البعض مبالغة الكذب في هذا العهد المتميز ، المتميز جدا حتى الجوارب، وبعد الجوارب و قبل الصابون... هذا الوطن لك من جملة الجميع... فقُـل جهرا على مائدة العشاء ان اوراق الخرْوع مثلا لا تنفع في السلاطة يا ابا رب، طيب، انت يساري وتناهض الباطرييارقية في التعابير، اوافقك، قل يا ام رب! و اقلب مائدة العشاء على الجمبع، على الاب والام، والنمل والقمل والجيران والجدران... وقل ان جماهير مركض الخيول مثلا (هذه من عندي و اربطها في رقبتي) لا تتحمس كثيرا ولا تصفق لبغل دخل الحلبة في غفلة من الجمبع ... وهل انت زائد، او ناقص... من الجمبع؟
و ان ملك عليك الشك سروالك كالعادة فقايض بيتك مقابل كلمة، هذا لتلك وتلك لهذا كالعادة، والعكس ايضا، وهل انت زائد؟ او ناقص... سروال؟ هذا الوطن لك، حفنة تراب منه لك، بل كل ترابه لك والاكيد انك كلك، انت كلك في قالب بعضك، ستكون لترابه في نهاية السكرة (لا تصدق كثيرا من يقول "في نهاية الامر"، اذ لا احد يعرف نهاية الامر، اما نهاية السكرة فهي معروفة، للبعض على الاقل في خطوطها العريضة طبعا)...، هذا الوطن لك، بعض شمسه الناعمة صيفا وقت القيلولة لك، اتربته الرقيقة المرتفعة خريفا مع الرياح لك، جرعة من مياه بحره لك، فتجرعه، وتجرعه وتجرعه وهل انت زائد؟ وأقم به سكرة صادقة نصوح واحترم فيه الشراب، واحترم الشراب فيه و في رموزه، سكرة مع من بقي من الرفاق وحتى مع من ذهب منهم، كذبة اخرى منك لا تغير الكثير في تاريخك وتاريخ الاحباب والاهل والشخصيات الفذة، كذبة بريئة بالمقارنة... بالــغير، وما ادراك ما، و ما دخلك، يا سخطة!... اذ هذا الوطن لمن اندثر من الرفاق ايضا، يتسع فيما يتسع للجميع، يتجرعه الجميع، ومن هو الزائد او الناقص، وماذا سينقص؟ قل لي ماذا سينقص؟ وهل بقي ما يمكن ان ينقص؟ ليته بقي ما يمكن ان ينقص

عن:ferrrrr على الساعة 18:22

التسميات: