أفضّل أن أسمّيها ذكرى الشّهداء و ليس عيدا فما أبعد أن يكون سقوط الإنسان قتيلا على أرضه لأنّه يطالب بحقّه في الكرامة و تقرير المصير عن الاحتفال ، لن أخوض في صفحة تاريخيّة لهذا اليوم فتضحيات أبناء هذا الوطن راسخة في مخيال كلّ تونسيّ و منّا لهم كلّ الإجلال و التقدير و ندعو لهم بالرّحمة على مدار السّنة و ليس اليوم فقط .

و لكنّي سأتوقّف عند مصطلح الشّهادة .

اعتادت العربُ أن تطلق أسماء عديدة للمُسَمَّـى الواحد ليس من باب الثرثرة و الاستعراض بل إنشاءً لمقال لكلّ مقام فكان أن أسندت للموت مثلا أسماء مختلفة حسب طبيعة الحدث و ظروفه فسمّته : الموت و المَنيّة و الرَّدَى و الحِـمَام و الوفاة و الأجل و هادِمَ اللذّات و مُفرّق الجماعات و من بين هذه التسميات ظهر مصطلح الشّهادة أو الاستشهاد

فمَـن صنّف الشّهادة موتًـا بالضرورة في معـركة دفاعًا عن وطنٍ أو معتـقـد ؟

و الموتُ في زنزانات التعذيب ؟
و الموت ركلا و لكما خلال مسيرة أو مظاهرة ؟
و الموتُ في إضرابٍ عن الطّعام احتجاجًا على حقّ يضمنه الدّستور ؟
و الموتُ النّاتج عن خطإ طبّي ؟
و الموتُ جوعًا في بلد يوزّع الثروات بغير عدل ؟
و الموتُ غرقا في عرض البحر هروبًا من البطالة و الفقر ؟
و الموت في مغازة أو فندق لأنّ أحدهم قرّر أن ينسف المكان بمن فيه ؟
و
و
و
ماذا عسانا نسمّي هذا الموت ؟ قضاء و قدرا ؟؟؟

عن:WALLADA على الساعة 10:06

التسميات:

قضاء وقدر: قدّر الله ما شاء فعل

مع احترامي للمجهود الذي بذلته كاتبة التدوينة، ولكني لا املك الا ان الاحظ ان هذا الكلام يمثل عينة للفوضى في المفاهيم التي تضرب قطاعا واسعا من التونسيين

فماذا يعني القول ان الشهادة هي موت احدهم جوعا او نتيجة خطا طب، الشهادة مفهوم شرعي محددة دوافعه، وليس الامر تمييعا للمعاني كما يحلو للبعض تصوره

هذا الكلام ان دل على شيئ فهو يدل على الحاجة لكي يصطلح بعض التونسيين مع ثقافتهم وان يبذلوا جهدا للتخلص من حال الفوضى الذهنية والتشويش التي اشربوها بفعل عقود الاقتلاع التي اخضع لها التونسيين عموما منذ اكثر من نصف قرن، والتي من نتائجها ما نراه بحيث تنقل المفاهيم من اصولها وتحور لمعاني اخرى، من دون ادنى ضابط مرجعي، وهو بالتحديد من مؤشرات الفوضى

إبن الجنوب

حين تحدّثت عن الموت جوعا فقد عنيت المجاعة التي تضرب شعوب بعض البلدان الإفريقيّة في حين يرتفع الرصيد البنكي لحكّامها في البنوك الأجنبيّة، أليس الموت جوعا هنا من قبيل الشهادة في سبيل الحقّ في توزيع عادل للثروة؟ فأين التمييع في ذلك ؟؟؟

ثمّ إنّه من آفة بلدنا أنّ الجميع يتكلّم باسم الثقافة و الهويّة و يدعو إلى التصالح و يرى غيره في حالة فوضى ذهنيّة مفتقرا إلى المرجعيّة...
شيئا من التواضع الفكريّ يا صديقي
مع كلّ الودّ و الاحترام لأبناء الجنوب
تحيّاتي

يا إبن الجنوب أراك تهز وتنفض.."قد مات شهيدا من مات فداءا للمحبوب"

السيدة ولادة، يعني لم تقنعينا بعكس ماقلته عنك، ولم تزيدي الا ان اكدت ما قلته حولك، فانت تحرفين المفاهيم عن اصولها التي وضعت لها

ثم دعك من أن الكل يتحدث باسم الهوية، فاولا هذا كلام ليس صحيحا، ثم هب ان الامر صحيح فاين الاشكال في ذلك، إذ أن يتكلم الكل باسم الهوية، افضل من ان يتكلم الكل بما يخالف الهوية


اما انت يا "ارتيكيلي"، فيجب ان توضح للناس معنى اسمك اولا، كما يجب ان تقنعنا انك فهمت الموضوع المطروح، لان ردك يثبت العكس