لطالما أثار اهتمامي أسطول مفردات التّصغير في لهجتنا التونسيّة بل لعلّها ظاهرة إجتماعيّة-لغويّة يتميّز بها التّونسي إذ لم أعثر عليها بمثل هذا الكَمّ في لهجات الشّعوب المجاورة ، ربّما قليلا في اللّهجتين السّوريّة و اللّبنانيّة. يبدو أنّ التّونسي / و رغم زخم العنف و الإباحيّة الحاضرة في كلامه اليوميّ / مولع بتصغير المُسَمَّيات و لأغراض مختلفة و هو في ذلك على صلة وثيقة بقواعد الفصحى . قد تعود جذور التصغير في اللهجة التونسيّة إلى قدوم الأندلسيّين ، فصيغ التصغير حاضرة و بكثافة في الموشّحات و الأزجال الأندلسيّة . و هذه بعض النماذج من لهجتنا الدّارجة

فلان عمل يدَيَّات و سويقات
نصَيّف ساعة
سْويعَة من زمان
نْهَيِّر – شهَيِّـرْ - عْوَيِّـمْ
امِّيمْـتي - وْليدِي – وْخَـيْ ...
اضحَكلي ضْحِيكَـة نعطيك كْعِيـكَة
زْوَيِّـزْ
فْـليِّـسْ مع فليِّـسْ يْوَلِّـيوْ قدَيِّـسْ
نعمل دْوِيرَة و ناخذ مْرَيَّـة و نلمّ سْوِيقَـاتي
الولَيِّـد مْـرَيِّـضْ
بَـيِّـبْ - شـبِـيبِكْ
كْـوَيِّـسْ - دْبِـيبْـزَة
حَاشَا عْوِيـناتك
عْـوِيـزِبْ
في ضَوْ القُـمَـيْرَة و نورها
اليوم نهار شْـمِـيسَـة
......
تبدو من الوهلة الأولى مجرّد كلمات مُصغّرة و متشابهة إلاّ أنّها ليست كذلك فالتونسيّ صاغ التصغير و كان وفيّا لقواعد اللّغة العربيّة الفصحى و اعتمدها في لهجته العاميّة ، إذ أنّ للتصغير أوزانا محدّدة و أغراضا مختلفة ، فنحن نصغّر للتّعبير عن صغر الحجم أو قلّة العدد كقولنا " دُرَيْهمات ، مُفيْـتِيـحٌ ..." و نصغّر أيضا للتّـوَدُّد و اللّطف كقولنا " أمَيْمَتي ، أخَيَّتي ، بُنَـيَّ ..." كما نصغّر للتّـقليل من الشّـأن في مقام السّخرية كأن نقول " عُـوَيْـلِمٌ ، شُـوَيْعِـرٌ ..." و مهما تعدّدت الأغراض و اختلفت فالأكيد أنّ التونسيّ كان و لا يزال في بعض الأوساط يتميّز بلطف المفردات و أناقة العبارة و لستُ هنا أقيم مقارنة بين البدو و الحضر/ فلكَمْ نادَى إبنُ البادية أباه " يا بَـيْ " و هي في حدّ ذاتها تصغير لكلمة أبي في حين نسمع اليوم الأبناء و هم يتحدّثون عن آبائهم و أمّهاتهم فيقولون " العزوزة و الشّايب " متناسين أنّهما لم يُـخلقا كذلك / و لكنّي أردت أن أسلّط الضّوء على ركن مهمل في لهجتنا التونسيّة التي اعترتها في السّنوات الأخيرة غزوات و ليست غزوة واحدة فأصبح البعض يتكلّم التّونسيّة على بعض المفردات المصريّة / خاصّة تلك الجمل التي تعلق بأذهان البعض من مسرحيّة أو شريط فتصير كاللاّزمة في حديثه / على بعض العبارات الفرنسيّة المنطوقة خطأ على كلمات إنقليزيّة غالبا لا يفهم معناها ، هذا إلى جانب قاموس الإباحيّة طبعا و الذي يتفنّن البعض فيه بل و لا يرى اكتمالا لرجولته إلاّ عند الإلمام به و قذف المارّة و المواطنين به و لعلّ الظّاهرة تفاقمت تعكّرا حين صارت الفتاة التونسيّة تتفوّه بمثل تلك العبارات ، و انقلبت موازين القيم حتّى أصبح من يخلو حديثه من العنف يُـعَدُّ متـخنّثا أو ضعيفا طيّبْ و الآن ، هل خلت لهجتنا من كلّ كلام جميل و معنى نبيل ؟ لا بكلّ تأكيد و لكن اللّهجات المحليّة و حتّى اللّغات تماما كالكائنات الحيّة تتأثّر بالعوامل السّياسيو- اقتصاديّة و لها فترات ازدهار و مراحل فتور و تنتعش بانتعاش محيطها الثقافي ، فماذا فعلنا نحن بدارجتنا العاميّة ؟ و ما هي حدود مسؤوليّة المثقّـف عموما للحفاظ عليها ؟ هل ندعها كالدابَّة المُهمَلة ترعى حيثما اتّـفق أم نتعهّدها بالصّقل و التّهذيب حتّى تصمد في وجه اللّهجات التي تروّج لها القنوات الفضائيّة الشرقيّة ؟

عن:WALLADA على الساعة 17:06

التسميات:

اللهجة التونسية رائعة.. انها حقا أداة تهكم قوية جدا و لا يمكن مقارنة قوتها ودقتها باللهجات الاخرى...لا تقلي عليها.
بالنسبة لقاموس البورنغرافيا الرائج سيزول أو على الاقل سيتراجع بزوال أسبابه ( الكبت والقهر)..
"فهمتها ولادة كيفاه ونرماال بالضبط راهو... شفتها اللغة، شفتها انتي اللغة ولادة ... ونرمال راهو..تي التونسي متكلماني راهو بالضبط و السيلايم"

الكتابة بالدارجة و تحوّلها لأدب معترف به هي الطريقة الوحيدة لتهذيب و صقل اللغة و الحفاظ عليها، مع العلم أني لست ضد التزبزيب..

بون انا باش نعلق على حاجة بركة وهي الكلام البذيء على خاطر الحكاية تهمني شخصيا لإستعمالي ذلك النوع من الفوكابيلار.. و هاني ناوي نعمل عليها تُـدْوَيْـنُـنَـة (تصغير تدوينة، زعمة جبتها صحيحة..؟)
المهم كيف ما قال احد حكماء القرن العشرين : لا يوجد كلام بذيء، ثمة كان سـيـاق بذيء..."

Parce que le Tunisien a toujours vecu dans un p'tit pays. Donc il a le sentiment qu'il est p'tit.

Et avec le temps, les gouvernements lui ont appris que son pays est pauvre, demuni, donc il ne doit pas demander trop

C'est pour ca que le Tunisien demande une Khdima (boulot) une douira, une krihba, ...

S'il demande plus, disons la democratie par exemple, il risquera ce tu peux bien imaginer

تنجم تقول ز*** وانتي تقري في مادة العلوم الطبيعية ونورمال ههه
اما في الشارع هالكليمة تسمى اتاك جنسي على مستوى اللفظ
نزيدك الي اسماء الاعضاء الجنسية بلهجتنا مؤلمة سمعيا :)
في العادة متكونة من حرفين ولا ثلاثة غير متجانسين لغويا

عياش روح نيك أمك